وضع داكن
24-11-2024
Logo
خواطر - الأردن : 2 - التمسك بالثوابت في المحن والأزمات .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته وقادة ألويته ، وارض عنا عنهم يا رب العالمين .

التمسك بالثوابت في المحن والأزمات :

 أيها الإخوة ؛ موضوعنا اليوم التمسك بالثوابت في المحن والأزمات .
 ففي ظل هذه الظروف الصعبة وفي أوقات الأزمات ينبغي على المؤمن أن يزيد من تمسكه بثوابت دينه العظيم ، وألا يدع للمتغيرات مجالاً بأن تجتاح فؤاده فتحيدَه عن مبادئه وقيمه وثوابته ، فكم وكم غير حدثٌ طارىء من ثوابت امرىء طالما دافع عنها وادعى تمسكه بها .

ما هي هذه الثوابت ؟

 والسؤال الآن : ما هي الثوابت التي ينبغي أن نتمسك بها ونحميها من رياح المتغيرات ؟

أولاً : وجود الله .

وجود الله ووحدانيته وكماله وحكمته وعدله .
 كلمة لا أشبع من تردادها الحمد لله على وجود الله .
 لي أن أتابع الأحداث والأخبار ، وأن أستمع إلى التحليلات ، ولكن دون أن يغيب عن ذهني للحظة واحدة أن الله تعالى موجود ، وأنه وحده المتصرف في هذا الكون وأنه كامل كمالاً مطلقاً ، وأن له حكمةً في كل ما يجري ، وأن عدله مطلق ، وإن لم يظهر لنا ذلك فلأنّ بشريتنا قاصرة عن أن تفهم مراد الله من أفعاله ، الأحداث المؤلمة ينبغي أن تحدث في نفسي أثراً بالغاً ، يدفعني إلى عمل ، ولكن لا ينبغي لها أن تسحقني أو أن تقتلعني من جذوري ، هذه الأمة أيها الإخوة مرت عبر تاريخها بمحن شديدة ، ولكن الله كتب لها النصر والتأييد فيما بعد ، هذه الأمة كانت وما زالت مطمعاً لأعدائها ، وتلك سنة الله في الحياة أن تكون المعركة بين الحق والباطل معركة طويلة وأن يتحقق الامتحان عن طريقها .

ثانياً : الإيمان باليوم الآخر .

الثابت الثاني من ثوابت الأمة المحمدية هو اليوم الآخر .
 ينبغي للمؤمن ألا يغيب يوم الحساب عن ذهنه ، ليستقيم على أمر الله أولاً وليتوازن تجاه الأحداث التي يعيشها ثانياً .
 والله أيها الإخوة سيأتي زمان يتمنى الواحد أن لو كان رقماً في هذه الحياة كما ينظر هو إلى الناس من حوله في الدنيا ، أن لو كان موظفاً بسيطاً لا يحقق له دخله أبسط حاجاته . وألا يتعلق برقبته دم من دماء الأبرياء المقتولين ظلماً وعدواناً ، فهؤلاء الذين قتلوا الأبرياء وما زالوا يفعلون لن ينجو من عذاب الله تعالى وإنما لهم موقف بين يدي الله تعالى ليسألهم عن كل صغيرة وكبيرة .
 المشكلة أيها الإخوة أننا قلما نضيف الآخرة إلى حساباتنا مع أن فكرة اليوم الآخر ينبغي ألا تغيب عنا لحظة واحدة .

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

[ سورة الحجر الآية : 92-93 ]

﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾

[ سورة الصافات الآية : 24 ]

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾

[ سورة إبراهيم الآية : 42 ]

ثالثاً : القرآن الكريم .

الثابت الثالث من ثوابت هذه الأمة هو القرآن الكريم .
 اسأل القرآن الكريم تجد عنده جواباً لكل ما يدور في خلدك .
 أيعقل أن ننصرف عن كتاب الله ، أيعقل أن نهجره ، وهو الشفاء والدواء لكل ما نعانيه .
 نحن في زمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ، في زمن يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً ، ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً ، في ذلك الزمن يتخبط الناس يبحثون عن ملاذ آمن يحتمون به فلا يجدون .
في ذلك الزمن زمن الفتن التي تدع الحليم حيران تأتي آيات القرآن الكريم كالبلسم الشافي جواباً على كل ما يدور في الأذهان من أسئلة لا تجد جواباً .
يأتي كلام الله حلاً لمئات بل ألوف المشاكل التي تعجز الدنيا مجتمعة عن حلها ، فما بال المسلمين معرضون عن وحي السماء ، ما بالهم يبحثون عن الجواب في كل مكان إلا في كتاب الله ، ما بالهم يلتمسون الحلول عند المخلوقين ويدعون نهج الخالق .
 تأتي آيات القرآن للمؤمنين هدى وشفاء وعلى الظالمين حجة وخساراً :

﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾

[ سورة الإسراء الآية : 82 ]

 في القرآن تجد قوله تعالى :

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[ سورة إبراهيم الآية : 46 ]

 يا رب هل تخليت عنا :

﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾

[ سورة إبراهيم الآية : 47 ]

 في القرآن تقرأ سبيل الخلاص :

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 120 ]

 في القرآن تجد نتيجة المعركة قبل نهايتها :

﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾

[ سورة الصافات الآية : 171-173 ]

 أرأيتم إلى آيات القرآن الكريم لماذا نبحث عن خلاصنا في كل سبيل نتوقع منها الفائدة ولا نبحث عنه في السبيل الوحيدة المؤكدة عند الجهة الوحيدة القادرة المالكة .

رابعاً : صدق النبوة .

 رابعاً من ثوابت هذه الأمة إيمانها بصدق نبيها ومحبته ومحبة صحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين .
 يقول سعد :

(( ثلاثة أنا فيهن رجل وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس ، وعد منها ما سمعت حديثاً من رسول الله إلا علمت أنه حق من الله تعالى ))

 فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشر هذه الأمة بالنصر والعزة فهو أصدق من صدق .
 أيها الإخوة الكرام ؛ هذه الثوابت ينبغي أن نتمسك بها اليوم أكثر من أي وقت مضى ينبغي أن نزرعها في نفوس أبنائنا ، ينبغي أن نربي عليها أسرنا ، لأن معركتنا مع الأعداء مستمرة وما لم نجابهم بيقيننا وثباتنا على مبادئنا فلن ننتصر عليهم . 

 اللهم ارحم شهداءنا واشف جرحانا واكتب الفرج القريب يا أرحم الراحمين .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور